الفنان الذي وحّد الجزيرة العربية!!
حتى كتابة هذه السطور، لم تتوقف الأخبار المتضاربة، عن الوضع الصحي للفنان الكبير (أبوبكر سالم بالفقيه)، ولكن المؤكد أنه ـ ككل الأحياء ـ أحوج ما يكون لرحمة الله التي وسعت كل شيء، في الدنيا قبل الآخرة!
والمؤكد أيضًا أن (الشخص) لا بد أن يذوق الموت، أما (المبدع) فيظل خالدًا بقدر أهمية فنه، واتساع شريحة جمهوره، وصدق (شخصه) في التضحية من أجل إبداعه.
وبدأ (أبوبكر سالم) شاعرًا موهوبًا، ومعلمًا للغة العربية، قبل أن يكتشف موهبته الفذة في الغناء؛ التي نال عنها جائزة الأسطوانة الذهبية من فرنسا (1976)، حيث يشهد خبراء الموسيقى بأنه يمتلك حنجرةً نادرة، تبدأ السلم الموسيقي من أدنى الطبقات إلى أعلاها، وتعود بسهولة وعذوبة! وهي ميزة لا تتوفر ـ حسب الخبراء برضو ـ إلا في (الحلا كله)!
وانتقل من (عدن) إلى (بيروت)، وأقام فيها إلى أن اندلعت الحرب الأهلية، ليعود منتصف السبعينات الميلادية إلى (جدة)، ويحصل على جنسية البلاد، التي كتب ولحن وغنى لها، واحدة من أروع روائعه (يا بلادي واصلي 1981)، وقد قلنا عنها (2015): إنها تتغنى بالحس الوطني لكل الأجيال السعودية؛ محققةً رؤية القيادة السياسية، التي يشهد بها الموسيقي الشاعر (إبراهيم خفاجي)، والموسيقار القدير (سراج عمر)؛ حيث كان الملك فهد ـ رحمه الله ـ يوجه بعدم ربط الأغاني الوطنية بملك بعينه، أو حقبة بعينها؛ فالوطن لكل زمان وإنسان!!
وبالحس الفني الإنساني ذاته، كتب (أبوبكر) ولحن وغنى روائع وطنية، لمعظم دول الخليج العربي، لكن مكانة (أمي اليمن) على كل أغانيه، تبقى كسمو (ست الحبايب) على كل النساء!!! نقلا عن مكة